كلمة رئيس مجلس الإدارة

لا يغني هذا التقديم عن قراءة التقرير كاملاً، فهو لا يعطي الجهود التي يبذلها مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والعاملون في الوحدات المختلفة كل حقها، ولا يحيط بالكثير من التفاصيل المهمّة والجهود التي تبذل في معالجة المسائل اليومية، والقضايا التي لا يخلو منها عمل المؤسسة، والتي تبرز بين حين وآخر وتستنفذ جهود المختصين في الهيئة لفترات طويلة، فهذه ليس مكانها تقديماً يهدف فقط إلى إلقاء نظرة عامة على عمل الهيئة أثناء العام، وعلى بعض التطورات المهمة التي ترد تفاصيلها في الأبواب ذات العلاقة.

بنظرة إلى الوراء على العام 2021، يبدو وكأننا في هيئة سوق رأس المال قد تعودنا على العمل تحت ظروف جائحة الكورونا (كوفيد-19)، التي استمرّت للسنة الثانية على التوالي وتأقلمنا معها بشكل جيد، فقد انتظم العمل في الهيئة دون مشاكل تذكر، وكذلك الأمر مع مجلس الإدارة، الذي عقد اجتماعاته بانتظام، وبحضور جميع الأعضاء، من خلال برامج التواصل عن بعد.  ونلاحظ هنا أن ترتيب عقد الاجتماعات عن بعد؛ سواء لمجلس الإدارة أو لغيره من الاجتماعات التي تشارك فيها الهيئة، كان سهلاً وفعّالاً.  إذاً، كما كانت هناك سلبيات واضحة في العمل تحت ظروف الجائحة، كانت هناك، أيضاً، فرص، ألمحنا لها في التقرير السابق، وتتعلق بأنماط الاستهلاك، والتوزيع الأفضل لأعباء العمل، والسلوكيات ذات العلاقة بالسلامة العامة، وستحاول الهيئة إجراء تقييم لذلك من خلال مراجعة البيانات ذات العلاقة على مدار السنتين الماضيتين وما قبلهما لاستقاء العبر.  لا نستبق النتائج، ولكن لعل هذه فرصة للهيئة، كما لكل مؤسسة، لإعادة دراسة احتياجات القيام بوظائفها، وتحديد التوفير الممكن ورفع كفاءة العمل في شتى المجالات.

قام مجلس إدارة الهيئة في هذه السنة بجميع الأعمال السنوية المألوفة، من حيث الإشراف والرقابة والإدارة، مباشرة ومن خلال اللجان، ويستحق أعضـــاء المجلـــس الشكر والعرفان على صبرهم ومثابرتهم ومشاركتهم البناءة في اجتماعات طويلة رغم مشاغلهم.  ويبرز من بين أعمال المجلس ما يختص بالتدقيق وتقييم المخاطر وإقرار الموازنة العامة، ومتابعة تنفيذ الخطة الاستراتيجية للهيئة، والخطة الوطنية للشمول المالي التي تنفذها الهيئة بمشاركة سلطة النقد الفلسطينية، ومجموعة من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المعنية، ومناقشة والبت في توصيات الإدارة التنفيذية حول مسودات القوانين، والأنظمة والتعليمات، ومقترحات التعديلات التي تعدها بناء على الخبرة المتراكمة.  وتجدر الإشارة إلى ما قامت به الهيئة من تطوير وإطلاق منصة “ابتكر“، التي تهدف إلى تعزيز البيئة الممكّنة لاستخدام التكنولوجيا المالية في القطاع المالي غير المصرفي كأحد أهداف الخطة الاستراتيجية.  ولا يفوتنا أن ننوه بإتمام مسودة قانون التأمين المعدل، التي يجري نقاشها على نطاق واسع، ونأمل أن يشهد العام 2022 رفعها إلى مستويات صنع القرار لإقرارها في أقرب وقت ممكن.  كذلك، تم في هذا العام البدء بتطبيق أداة محدّثة لتقييم الأداء السنوي للموظفين، كما تم اعتماد سياسة إعلامية وهوية بصرية جديدة للهيئة، أساسها “طير الشمس الفلسطيني” الظاهر على غلاف التقرير، الذي سيستعمل بجانب شعار دولة فلسطين.  كذلك انضمت الهيئة إلى المنتفعين من قانون التقاعد العام على أساس اختياري للموظفين القدامى، وإجباري للجدد.

على صعيد تنفيذ خطة بناء مقر حديث للهيئة، كان هناك تأخّر تراكمي بلغ حوالي 137 يوماً، مردّه تقطع الدوام في المؤسسات الحكومية والبلدية والمكتب الاستشاري الهندسي جرّاء الجائحة، أضف إلى ذلك الحاجة إلى وقت أكثر لبحث مواصفات المبنى الرئيسي، وتفاصيله، ولإجراء التعديلات التي طلبتها وزارة الأشغال العامة.  لكن، تم في هذا العام، اعتماد التصاميم النهائية، وإعداد المخططات التفصيلية وجداول الكميات، والحصول على مصادقة جهات الاختصاص على المخططات، وموافقة مجلس التنظيم الأعلى على تسهيلات مطلوبة للتنفيذ، وقد تم تقديم المخططات لبلدية سردا-أبو قش في تشرين الثاني 2021، وحصلت الهيئة، أخيراً، على رخصة البناء الذي يتوقع أن يبدأ تنفيذه في ربيع 2022، بعد أن أتمت الهيئة جميع الخطوات القانونية المطلوبة حسب الأصول.

تصادف الهيئة في عملها، بين حين وآخر، قضايا شائكة، وبخاصة في مجال التأمين، ولكنها استطاعت أن تنهي في هذه السنة إحدى القضايا التي سيأتي التقرير على بعض تفاصيلها، والناتجة عن حادث جبع المأساوي الذي أرّق جميع المعنيين منذ العام 2012، ونذكرها فقط كمثال على ما تواجهه الهيئة من صعوبات تستنزف جهود العاملين فيها، وعلى كيف يزن مجلس الإدارة قراراته والحصافة التي يمارسها في ذلك، وأشيد، في هذه المناسبة، بجهود الإدارة التنفيذية والعاملين ومجالس الإدارة المتعاقبة على حسن إدارتهم لهذه القضية الصعبة.

ختاماً، أتوجـــه بالشـــكر، باســـمي وبالنيابـــة عـــن مجلـــس إدارة الهيئـــة، إلـــى جميـــع العامليـــن فـــي الهيئـــة، وفـــي مقدمتهم الإدارة التنفيذيـــة، علـــى جهودهـــم وعملهم الدؤوب للقيام بمهامهم وتحقيق أهداف الهيئة.

رئيس الهيئة

الدكتور نبيل قسيس