كشف مدير عام هيئة سوق رأس المال، براق النابلسي، النقاب عن اعتزام الهيئة افتتاح مقر لها في غزة، مشيراً إلى أن مجلس إدارة الهيئة بحث خلال جلسة عقدها الأسبوع الماضي متطلبات تواجد الهيئة في غزة وكلف الإدارة التنفيذية بالبحث عن مقر لها، وخصص الميزانية اللازمة لإتمام هذا الأمر والبدء بإعداد خطة لعمل الهيئة في غزة.
وأشار النابلسي في حديث لـ "الأيام" إلى أن الزيارة التي قام بها وفد الهيئة لقطاع غزة واستمرت أربعة أيام من الأسبوع الماضي استهدفت بشكل عام بحث سبل تنشيط وتفعيل أعمال كافة القطاعات التي تشرف وتراقب الهيئة على أنشطتها: قطاع الأوراق المالية، والتأمين، وتمويل الرهن العقاري، والتأجير التمويلي، واتخاذ الترتيبات اللازمة لبدء هذه القطاعات، سيما قطاع التأمين لأنشطتها في قطاع غزة.
ولفت إلى أن الهدف من زيارة وفد الهيئة لقطاع غزة يتمثل بالعمل على استكشاف احتياجات القطاع والتواصل مع مختلف الأطراف المعنية والمهتمة بدور الهيئة والقطاعات التي تشرف على عملها. وقال النابلسي: "لا شك في أن وجود الهيئة في غزة وقيامها بإعادة تنظيم أوضاع القطاعات التي تشرف عليها، خاصة قطاع التأمين، يعد مهمة اقتصادية تستهدف توفير أدوات خدمية وتمويلية للشركات والأفراد وأصحاب المصانع والمشاريع الصغيرة وفي ذات الوقت توفير حماية تأمينية للمواطن وبيئة استثمارية ملائمة".
وأضاف: "إن اعادة تنظيم قطاع التأمين كقطاع مهم للشركات والأفراد من شأنه أن يوفر حماية تأمينية للمصانع من خلال آليات وأدوات التأمين المعمول بها بالإضافة إلى الأدوات الأخرى الكفيلة بتحسين وتطوير قطاعات الأعمال المختلفة من خلال خدمات تمويل الرهن العقاري، والتأجير التمويلي التي عملت الهيئة على تنظيمها وفق القانون كما هو واقع الحال المعمول به في محافظات الضفة الغربية". وبيّن أن هناك تبايناً كبيراً بنشاط شركات التأمين في الضفة الغربية بالمقارنة مع قطاع غزة حيث تعمل تلك الشركات في المحافظات الشمالية على مستوى المدن والقرى بينما في محافظات غزة يقتصر تواجدها ونشاطها المحدود على قطاع غزة.
ولفت النابلسي إلى توجهات الهيئة الرامية لإعادة خدمات شركة الرهن العقاري لغزة، منوهاً إلى أن الشركة أسست مع بداية عودة السلطة بتمويل من جهات عدة من بينها البنك الألماني وبنك الاستثمار الأوروبي وشركات فلسطينية كمساهمين أساسيين في هذه الشركة برأس مال بلغ في حينه 20 مليون دولار.
وأوضح النابلسي أن الشركة مارست مهامها في مدينة رام الله وما زالت بحاجة لرأس مال إضافي لتطوير خدماتها التمويلية المقدمة للبنوك وللأفراد بأسعار فائدة ميسرة حيث تهدف الشركة لتوفير تمويل استثماري طويل الأجل للأفراد على شكل قروض بأسعار فائدة أقل من أسعار الفائدة المعمول بها لدى البنوك. وشدد النابلسي على أهمية تطوير خدمات وأدوات التمويل المختلفة ومن بينها ما تسعى الهيئة حالياً لتوفيره من أدوات تمويلية منها دعم إصدار صكوك إسلامية لتلبية احتياجات نسبة كبيرة ممن يفضلون الحصول على خدمات مالية وفق تعاليم الشريعة الإسلامية.
وبيّن النابلسي أن الهيئة تعتزم من خلال تواجدها في غزة وإقامة مقر لها البدء باتخاذ سلسلة من الإجراءات الرامية لمعالجة ما خلفه الانقسام على مدار عشر سنوات مضت من غياب الوعي الثقافي حول سوق رأس المال والعمل على توعية المواطنين والفئات المجتمعية المعنية والمهتمة بدور الهيئة والخدمات المختلفة التي تقدمها القطاعات الأربعة التي تشرف الهيئة على أعمالها.
ونوه النابلسي إلى أن الهيئة ستعمل على تنظيم سلسلة من اللقاءات والدورات التثقيفية والفعاليات الهادفة لرفع الوعي المعرفي برأس المال والتداعيات التي ترتبت على غياب الأدوات المالية في غزة، منوهاً إلى أن الهيئة أعدت دراسة حول واقع رأس المال وواقع نشاط قطاع شركات التأمين وأثر تراجع نشاطها في قطاع غزة.